ولد السيد ابراهيم المرتضى الاصغر بن الامام موسى الكاظم (عليه السلام) بمكة عام ۱۴۶ هـ المصادف ۷۶۳ م ، ثم ظهر باليمن أيام أبي السرايا وقيل أخيه ابراهيم الاكبر أحد أئمة الزيديه (۱) ، وأمه أم ولد نوبيه أسمها نجيه ، كان سيداً أميراً للحج ، شيخاً كريماً جليلاً نبيلاً عالماً فاضلاً عظيم الشأن رفيع المنزلة عند والده الأمام وعلماء ذلك الزمان ، القابه كثيره كمايلي .
المرتضی – المستجاب – الاصغر – الهادي الى الله – أمير الحج – أمير اليمن .
((ماقيل بحقه من العلماء )):-
الامام الأمير أبراهيم المرتضى ، أنه من الثقاة ، كان يروي الحديث عن أبائه (عليهم السلام) و کان من الاولاد الذي يحظى بمكانة خاصة عند والده الامام باب الحوائج موسى بن جعفر(عليه السلام) ، و ورد في الروايات ان الامام الكاظم أخبرعنه قبل ولادته ، في يوم قال الامام أن هذه (مؤنستي) ستلد لي غلاماً لا يكون في ولدي أسخى منه ولا أشجع ولا أعبد ، طبعاً هذا الحديث للامام لايشمل الامام الرضا (عليه السلام) لأن الامام الرضا (عليه السلام) له وضع خاص وعليه نصوص من الامام الصادق ، فالامام وصفه لا يوجد في أولادي لا أشجع منه ولا أعبد منه ولا أسخى منه ، طبعاً سألوا الامام الكاظم قالوا ما أسم هذا المولود فقال أبراهيم . (قلت ليس لي علم بهذه المعلومه وجدتها في أحد المواقع على الانترنت هكذا ذكر عنه ) ، طبعاً هنا يجدر بأن أذكر أن أوسع الاسر العلوية هو أولاد الامام الكاظم وأولاد الامام الجواد والهادي (عليهم السلام) ، من ذرية الامام الكاظم (عليه السلام) والذين يعرفون بالموسوية وعددهم كثير وأكثر هؤلاء هم من سلالة السيد ابراهيم هذا الذي أتكلم عنه ، التاريخ يقول كان أحد أبناء الامام الكاظم (عليه السلام) ومن المكثرين في الذريه وفي أرشاد المفيد واعلام الورى للطبرسي (۲) ، لقب بالاصغر لكون يوجد له اخ اسمه ابراهيم الاكبر من الاولاد الامام موسى الكاظم (عليه السلام) ، وقد شارك في حوادث عصره بنشاط ملحوظ فتولى حكم اليمن سنة ۲۰۰ هـ من قبل الحسين بن الحسن الطالب الافطس الذي أستولى على مكة في عهد الخليفة المأمون (۳) وقيل أن ابا السرايا ولي اليمن أبراهيم بن موسى ولما قتل أبو السرايا كان أبراهيم بمكة (۴) ، فسار الى اليمن وأستولى على كثير من بلاده ودعى لنفسه ، وفي سنة ۲۰۱ هـ صار أميرا على مكة المشرفة وأقام الحج في تلك السنة وهو أول علوي أقام فيها الحج في زمن المأمون وحج بالناس سنة ۲۰۷ هـ ودعي بأمير الحاج فخاف منه المأمون عندما أستولى على اليمن وامتدت حكومته الى الساحل وأخر القرن الشرقي في اليمن ، ولما انتصب خطيباً في الحرم الشريف دعـا للمأمون ولولي عهده الامام علي بن الامام موسى الرضا (عليهم السلام) أخيه.
رافق أبراهيم أخاه السيد مير أحمد شاه جراغ للمثول(۵) بين يدي أخيهما الامام الرضا (عليه السلام) بعد ان تمت له ولاية العهد (للمأمون) وبعد جملة حوادث توفى الامام الرضا (عليه السلام) بأربعة سنين تقريباً ، حضر هو وأبن أخيه أبراهيم المجاب بن محمد العابد لزيارة قبر جدهما الامام الحسين بن علي (عليهم السلام) ، ومن ثم بقى ابراهيم المجاب بالحائر الحسيني وسمي بابراهيم الحائري ، وجاء ابراهيم المرتضى الى بغداد عند والده الامام موسى الكاظم .
للاستيطان بها وبعد ولاية العهد للمأمون ببغداد جاء ابراهيم اليه وطلب لنفسه الامان منه فأمن ، لقب بالمرتضى لرضاء الائمه عليه والده واخيه الرضا (عليهم السلام) وهو جد الشريفين المرتضى والرضي ولقب بالمستجاب لاستجابة دعواه عند ربه جل وعلا ، فعلى القارئ الكريم أن لايختلط عليه الامر او يلتبس لان في ابراهيم المجاب اثنان فمنهم من جده الامام موسى الكاظم (عليه السلام) ومن هو والده الامام ، وهناك فرق بين المجاب للتحيه لابراهيم بن محمد العابد حفيد الامام ، وقصته هي عندما دخل على جده الامام الحسين (عليه السلام) في اول دخوله مع عمه السيد ابراهيم فقد سلم على جده الحسين وقد اجاب دعوة التحيه جده له .
(فقد جاءه الصوت من المرقد الشريف وسمعه جميع الموجودين أنذاك برد التحيه والسلام ) ، اما ولده أبرهيم الأصغر فيلقب بامستجاب للدعوه أي عند طلب حاجه منه يدعوا الله بها فمجاب الدعوه فلقب أيضا بالمجاب ، لكن الامر يختلف من حيث المفهوم العام ، وقد قال السيد محسن الآمين العاملي في كتابه أعيان الشيعه لايوجد من يلقب بالمجاب الا أبراهيم المجاب بن محمد العابد بن الامام موسى الكاظم (عليه السلام).
وفاتــــــه :-
أنتقل السيد الزكي الطاهر النقي (أبراهيم المرتضى الأصغر) الى جوار ربه تعالى وأجداده العظام ببغداد سنة ۲۱۰ هـ المصادف ۸۲۵ م وقيل سنة ۲۱۳ هـ وقد أجمع المترجمون له بأنه مات مسموماً ، وأن المأمون هو الذي دس له السم وقد قيل منوه بني العباس وجلبوه الى بغداد بالعهود والمواثيق والأمان ثم دسوُ اليه السم ومات مسموماً في بغداد ، وقد شيع جثمانه الشريف ودفن ببغداد في الجانب الشرقي من مقبرة باب (راز) قرب أبيه موسى الكاظم (عليه السلام) ، ومن ثم في زمن المنتصر بالله محمد العباسي الذي نادى بالعفو العام عن زوار الحسين (عليه السلام) ، ثم نقل جثمانه الطاهره الى كربلاء(۶) ، ليدفن خلف ظهر قبر جده الامام الحسين سيد الشهداء (عليه السلام) بستة أذرع عنه ، ومعه جماعه من اولاده في سردابين متصلين خلف الضريح المقدس للامام الحسين (عليه السلام) ، وقد بقي قبره ظاهر حتى خراب العماره التي تم بنأؤها في سنة ۸۱۴ هـ الموافق سنة ۱۲۱۱ م وبعدها أنمحى القبر المذكور بأمر المسؤول العثماني يوم ذاك بعد شن الغاره الوهابيه على مدينة كربلاء .
حينها أنشد أبن السماك الفقيه عند أنزاله الى مثواه الاخير يقول :-
مـات الامـام المرتضـى مسمومـــــا ****** وطوى الزمان فضائلا وعلـومــــا
قـد مـات فـي الزوراء مظلومـا كمـا ****** أضحـى أبـوه بكربـلا مظلـو مــــا
فالشمــس تنـــدب موتــه مصفـــرة ****** والبـدر يلطــم وجهـــه مغمومــــــا
أعقاب السيد ابراهيم المرتضى :-
أعقب السيد أبراهيم من الأبناء السيد أحمد والسيد محمد والسيد أسماعيل (مات دارج) والسيد جعفر(غير معقب) والسيد موسى أبي سبحه ولايصح عقبه الا من موسى وجعفر وكل من انتسب اليه من غيرهم فهو دعي كذاب مبطل (۷)
أعداد وتقديم ابو اللسان محمد ۱۴۱۵ هـ
——————————————————————————————————————-
(۱):-حياة الامام موسى الكاظم بن جعفر (عليهما السلام) ، باقر شريف القرشي ج۲ ص ۴۰۹ .
(۲): أعيان الشيعه /للسيد محسن الامين العاملي ج۵ – ص۴۷۶ . ۱۳).
(۳): بهجة الزمن في تاريخ اليمن / عبد الباقي بن عبد المجيد اليماني .
(۴): اعيان الشيعه / للسيد محسن الامين العاملي ج۵ – ص ۴۸۳
(۵): غاية الاختصار في البيوتات العلوية المحفوظه من الغبار /للشريف تاج الدين بن محمد نقيب حلب الذي كان حياً سنة ۷۵۳ هـ والمتوفى سنة ۹۲۷ هـ .
(۶):الأمير أبراهيم المرتضى وأحفاده / تأليف طه الهنداوي ص ۱۸ .
(۷): سر السلسله العلويه / لابي نصر البخاري ص ۲۰۱ – وعمدة الطالب لابن عنبه ص۵۲
شكرا على النشر والمعلومات اخوك حسن الجميلي الحسيني من نسل موسى الثاني ابو سبحة رضي الله عنهم جميعا